السيدات والسادة،
يشرفني أن أقف اليوم في هذا المؤتمر متحدثاً إليكم بصفتي رئيس مجلس إدارة مجلس التبادل التجاري والثقافي العربي الصيني، لأنقل إليكم تجربة عشرين عاماً من العطاء، وهي عمر المنظمة، فمنذ إنشائها عام 2005، ساهمت في إضافة الكثير إلى صرح العلاقات التجارية والثقافية بين الصين والعالم العربي، فهناك العديد من الملفات الاستثمارية التي تم إنجازها، مثل عقد تنفيذ البنية الأساسية لمدينة الدوحة الجديدة في دولة قطر، والذي فازت به شركة صينية كبرى بدعم مباشر من منظمتنا، وعقد إنشاء مزارع سمكية في مصر بقيمة مالية تزيد عن 350 مليون دولار، وهو ما نقل مصر إلى قفزة نوعية لتصبح من بين الدول الست الأولى في مجال تربية الأسماك وساعد في سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك. اليوم، وفي ظل المتغيرات العالمية، يواصل المجلس العربي الصيني أداء مهمته في زيادة حجم التبادل التجاري وخلق فرص الاستثمار بين الشعب الصيني والشعوب العربية الصديقة.
اليوم نحن على وشك افتتاح هذا المؤتمر الذي يعد بحق حاضنة للزواج بين الاقتصاد الرقمي والاقتصاد التقليدي. ولا شك أن الاقتصاد الرقمي جاء نتيجة للتطور الكبير والسريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وظهور العديد من السلع الرقمية مثل أجهزة الكمبيوتر وبرامج الألعاب وبرامج التواصل الاجتماعي، مما أعطى الدول المتقدمة ميزة تنافسية على الدول النامية. وجاءت الصين في مقدمة الدول التي تبنت الاقتصاد الرقمي الذي يتطلب بنية تحتية ضخمة وسرعات عالية لخدمة الإنترنت ونظام نقل وتوصيل محكم، كل ذلك بالإضافة إلى الأمن السيبراني، والصين رائدة في كل ذلك.
إن التطور المذهل في استخدام الإنترنت ووسائل الاتصال أدى إلى ظهور الاقتصاد الرقمي الذي أصبح وسيلة جديدة للحصول على أسواق يصعب الوصول إليها عبر الطرق الاقتصادية التقليدية، خاصة في ظل جائحة كورونا. لذلك فهو اقتصاد ذكي مرتبط ارتباطا وثيقا بالذكاء الاصطناعي ويحتاج إلى تعزيز الأمن السيبراني لبناء جسور الثقة بين المنتج والمستهلك
لا ينبغي فصل الاقتصاد الرقمي عن الاقتصاد الأخضر الذي هو نتيجة لتحسين الوضع الاقتصادي مع تقليل المخاطر البيئية. وهو بذلك النموذج الصحيح للتنمية الاقتصادية المستدامة. لذلك، عرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الاقتصاد الأخضر بأنه الاقتصاد الذي يؤدي إلى تحسين مستوى معيشة الناس والعدالة الاجتماعية مع الحفاظ على التوازن البيئي لجميع أشكال التنوع البيئي.
تأتي الصين في طليعة الدول التي حققت قفزة نوعية في تعزيز الاقتصاد الأخضر والحفاظ على البيئة والنظم الإيكولوجية. اهتمت الصين بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتقليل التلوث وأنتجت الهيدروجين الأخضر ثم الأزرق. أصبح الاقتصاد الصيني اقتصادا أخضر. تنتج الصين وقودا صديقا للبيئة وتعتمد على اقتصاد المياه. كانت من أوائل الدول التي اعتمدت على التشجير، لذلك أصبحت مغطاة بعباءة خضراء.
ولم تتوقف عند هذا الحد، بل عملت على مشاركة تجربتها مع بقية العالم من خلال منظمة الحزام والطريق (حزام واحد طريق واحد). كانت محاولة جادة لتعزيز الترابط الإقليمي واحتضان مستقبل أكثر إشراقا للعالم أجمع، مع التركيز على الاستثمار في البنية التحتية والتعليم ومواد البناء والسكك الحديدية والطرق السريعة والسيارات والعقارات، كل ذلك من أجل رفع مستوى المعيشة للصين وجميع شعوب الأرض.
وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، نفذت شركتي الخاصة التي تعمل في مجال تربية الأسماك وتربية الأحياء المائية بتكنولوجيا صينية متقدمة، العديد من مشاريع التنمية المستدامة في مجال تربية الأسماك خلال السنوات العشر الماضية بقيمة مالية تجاوزت 800 مليون دولار في مصر وأفريقيا ودول الكاريبي. وما زلنا نناقش ونقبل العديد من المشاريع التي توفر فرص العمل وتضيف إلى صندوق الاحتياطي الوطني وتنتج وتوفر بديلا بروتينيا رخيصا وعالي الجودة.
وأخيرا، أشكر منظمي هذا المؤتمر على إتاحة الفرصة لي لإلقاء كلمتي والالتقاء بشركات ومنظمات اقتصادية عملاقة. شكرا لاستماعكم.
حفظ الله الصين،،،
شكرا لكم.